الاتجاهات

بدائل المكتب: ظهور طرق جديدة للعمل

إذا نظرنا إلى الوراء، على مدار السنوات الثلاثين الماضية سنلاحظ بسهولة التحول الذي مر به عالم العمل – والذي لا يزال في تطور مستمر إلى الآن. وقد تحققت فكرة عولمة القوى العاملة الخاصة بنا من خلال المطالبة بأساليب حياة أفضل ما يُنشئ نماذج أعمال وأماكن عمل غير مُحجَّمة وتتوسع بشكل متزايد.

ولكي تحصل الشركات على فكرة حول مستقبل العمل في المتاجر، تحتاج أن تبقى على علم بأحدث التغييرات التي تسلك طريقها بالفعل ناحية التقدم. وما هو أكثر من ذلك، قد يكون لتنفيذ هذه التغييرات فوائد كبيرة تعود عل الشركات في الوقت الحاضر لأنها تتطلع إلى التخطيط لما يُناسب سوق الغد.

التحول من أساليب العمل القائمة على النشاط إلى أساليب الموازنة بين الحياة والعمل

بعد أن علا نجم مفهوم التناوب على المكاتب في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جلبت أساليب العمل القائمة على النشاط حرية الإبداع والابتكار لمكاتب شركات التكنولوجيا العملاقة ذات التفكير الاستباقي مثل جوجل. أما الآن، فقد تجاوزت أساليب الموازنة بين العمل والحياة حدود التفاوض على إجازات الأمومة والعطلات لتوفر مرونة حقيقية لكل من الشركات والموظفين.

خلص استطلاع الرأي للألفية لعام 2017 الذي أجرتها شركة ديلويت إلى أن توفير مرونة أكبر فيما يخص سياسة العمل لا تتعلق فقط بتعديل ساعات العمل؛ وإنما ترتبط كذلك بوجود مرونة بشأن المكان الذي تعمل فيه. واكتشفت هذه الدراسة زيادة بنسبة 21% في عدد الموظفين العاملين من منازلهم هذا العام، ويُشار إلى أن ذلك يعزز الاحتفاظ بالمعلومات ويُقلل النفقات العامة للأعمال.

التحول من المقرات الرئيسية الكبيرة للشركات إلى المكاتب المُنتشرة في كل مكان

مع ارتفاع أسعار العقارات في المدن الكبرى، بدأت الشركات في إدراك فوائد مفهوم القوى العاملة القابلة للتطويع حسب الحاجة ومن ثم يتزايد عدد الشركات التي تبتعد عن فكرة امتلاك العقارات باهظة الثمن والإيجارات طويلة الأجل. وبدلًا من ذلك، يبرز اتجاه عالمي يؤيد فكرة المكاتب الفرعية المُعتمدة على الإيجارات قصيرة الأجل.

ويستفيد الموظفون كذلك من هذه السياسات الخاصة بتغيير ترتيبات المكاتب؛ حيث يوفر ذلك مجالًا أوسع للعمل بالقرب من العملاء داخل المواقع القابلة للتبديل أو الأسواق الناشئة. وأظهرت بياناتنا الخاصة بالاستطلاع الكبير أن 63٪% من الشركات تعتقد أن المكاتب المحلية ساعدتهم على فهم عملائهم بشكل أفضل، في حين قال 64% أنها سمحت لهم بالاحتفاظ بالمواهب المحلية.

التحول من المكاتب المفتوحة إلى الابتكار

مع وصول العولمة إلى أوجها، دخلت خدمات المكاتب المُشتركة بالسوق في الوقت المناسب. لم تعد تجهيزات المكاتب المفتوحة وقاعات الاجتماعات التعاونية كافية: حيث تسعى الشركات حاليًا إلى إضافة المزيد من مجموعات المهارات وزيادة شبكات عملائها. وهنا يبرز دور المكاتب المُشتركة. وقد كانت هذه الظاهرة الحديثة مقنعة للغاية ما دفع مؤسسات كبيرة مثل Lloyds Banking Group وPwC وKPMG إلى إضافة خيارات المكاتب المشتركة إلى مجموعة خيارات مكاتبهم.

ويؤدي هذا الاتجاه المتزايد في الانتشار إلى زيادة نمو الشركات الصغيرة بقدر متساو على المدى الطويل. وقد أبلغتنا حوالي 73% من الشركات بأنها تجدد اتفاقيات المكاتب المشتركة لأنها تسمح لها بالتوسع دون تكبد تكاليف إضافية.

التحول من إعادة الهيكلة إلى ديناميكات فرق العمل

ولت أيام إعادة الهيكلة الإدارية المنتظمة تقريبًا. وبدلًا من ذلك، يشير تقرير توجهات رأس المال البشري العالمي لعام 2017 "2017 Global Human Capital Trends" إلى أن المنظمات ستتجه بصورة متزايدة إلى استخدام فرق أصغر لتنفيذ المشاريع وسيقودها خبراء وستدار عن بُعد بدلًا من استخدام الهياكل الهرمية. فعلى سبيل المثال، تُنظم حاليًا شبكة الأخبار Canada’s CBC news موظفيها حسب نوع المحتوى بدلًا من البرنامج مع وجود مكتب إخباري مركزي يدير كل مجموعة.

التعاون عامل أساسي

بغض النظر عن الطريقة التي تنظر بها إلى طبيعة العمل المتغيرة، فإن أفكار زيادة الشفافية والترابط بين العاملين تهيمن عليها. فالفرق وأماكن العمل الصغيرة تساعد على انتشار الأفكار ومجموعات المهارات على مجال أوسع والتي تتداخل مع أفكار ومهارات الشركات الأخرى. وإذا تمكن المديرون من الحفاظ على الشعور بالانتماء للفريق والتواصل بين الأشخاص، فإن هذه التغييرات ستُثبت أنها مرحلة ناجحة في طريق تنمية القوى العاملة العالمية لدينا والمتطورة باستمرار.